الليل الطويل
من هذا الذي اقتحم ألان غفلتي...باب المطعم يفتحه...التفت نحو الصوت الصادر من الجرار المعلقة أمام الباب...شاب سرق من القمح انعكاس الشمس على سنابل عينان فيها صخب الحياة وحيوية تتدفق من جبنتاه...نظر إلي أطال النظر حتى أربكني...رفعت جفوني...وأخذت تتأمله بدقة فقد كان طويل القامة يلبس حذاء رياضيا وبنطال من القماش الغالي ومعطف بني تتلألأ علية قطرات الشتاء وعندما رفعت جفوني إلى وجهه تعانقت نظراتنا وغرقت نظراتي في عيناه ألزرقاويين وكأنهما بحر قد انعكست به خيوط الشمس الذهبية وأغرقت في أعماقه ضوء الأمل والحياة ..
ترى من هو هذا الشاب ولماذا ينظر إلي هكذا أهو يعرفني؟ ... ولكني لم أراه من قبل...لماذا لا يجلس؟ فليس هنالك ما يدعوه للتفكير... ربما ينتظر أحدا ... من يدري ماذا يدور في رأس ذلك الشاب... ولكن لماذا لم يرفع جفونه عني منذ وصولة ... هل أحبني ؟ لا .. لا يمكن انه لا يعرفني حتى ... ولكن ربما أعجب بي.........
لعلي أخيرا اكتشفت مستقبلي مع هذا الشاب الوسيم .......
لعلي أخيرا أتخلص من هذه العزلة النائية التي أعيشها فقد مللت من هذه الحياة الفارغة.......
وفجأة قاطع أفكاري ضوء قوي وبعدة صوت رعد قد أرعش نوافذ المطعم القديمة تلك وبدأت الأمطار تغزو الأرض بقوة شديدة وتتدفق على سطوحها بلا رحمة أبدا .......
ورياح شديدة تهب وتقتحم نوافذ المطعم بصوت صفير مرعش................. والجو بارد .. وظلمة الليل جعلت الجو ابرد
وهو ما يزال يقف مكانة ينظر إلي نفس النظرة وكأنة قد تجاهل كل هذا الجو الماطر وتلك العواصف الشديدة و بقي صامد مكانة ينظر إلي ... ما بة... انه يخيفني فعلا ........ ما الذي يريده؟ ... اهو يريد ان يزيد في حيرتي أم ماذا ؟؟؟.....فليجلس..... إن الجو بارد جدا وهو يقف على الباب ألا يشعر بالبرد ...... لماذا لا يدخل ويجلس ؟.......
ثم تقدم خطوة واحدة .... يا الهي ها هو أتي إلي ماذا افعل؟؟
ولكن ما بة .. انه تقدم خطوة واحدة فقط؟ .... ما بة...... وكأنة يحاول أن يختبئ من البرد ..
ولكن ما الصعب في هذا ؟..فليدخل.
لماذا يقف على الباب؟ .... اهو خجولا؟...لماذا أتى إذا.
الم ينتهي هذا الليل؟... انه أطول ليل في حياتي عشته.......
نظرت إلية نظرة تساؤل فرأيت قطرات الشتاء تتساقط من شعرة إلى وجهه أنة فعلا غريب لقد ابتلت ملابسة من الشتاء وهو لا يكترث...... ماذا يريد؟ لماذا يقف صامت هكذا وينظر إلي ؟
بماذا يفكر ؟.. هل يحتاج إلى تفكير طويل لكي يقرر إذ يدخل المطعم أم لا؟؟؟
أم أنة يفكر بي أنا؟ لا اعرف فقد تشوشت أفكاري ...
الباب الذي يوصل إلى خارج المطعم ليس بعيد عني فلاطرقة بقوة ولأهرب من هذا المطعم وأتخلص من هذا الشاب .
ولكنة يقف على الباب .. ماذا افعل؟ هههههه لا اعرف
من هذا الباب الذي يقف بجانبه ذلك الشاب دخل منة رجل أخر , اسمر اللون.. سمين..اتجه نحو الشاب الواقف , امسك ذراعه وتقدم بة بحذر إلى طاولة في زاوية من زراية المطعم وأجلسه عليها ثم نادا إلى صاحب المطعم أن يقدم له قائمة الطعام لهذا اليوم له ولصديقة الذي جلس بعد كل هذه الوقفة الطويلة .. فعندها استيقظت من أحلامي وخيالي فقد تبين لي أن ذلك الشاب أعمى...
نعم أعمى..في لحضه واحدة تحطمت أحلامي وتمزقت..
وعدت إلى ارض الواقع وحيدة ثانيا..........