على خشبة الرقص تفيض سالومي سحرا وغنوجة وإثارة، فهي نجمة لامعة بإحدى الملاهي الكبرى بضواحي مكسيكو، هكذا تبدو لكنها في العمق مجرد فتاة بسيطة تتمتع بأسمى الخصال وبحس رفيع للنزاهة والصداقة. فبعد أن عاشت اليتم منذ طفولتها وعانت ضيق الحال، ظلت تأمل بأن تترك الفقر والبؤس في يوم من الأيام، وتنعم بحياة سعيدة خالية من المشاكل. هكذا تقودها الصدف لتلتقي بالشخص الذي ستغرم به يوم زارت قصر آل مونتيسينو رفقة صديقتها كاريسيا، دون أن تشك قط بأن ما حدث ذلك اليوم سيغير حياتها إلى الأبد.
فمنذ أول يوم وقعت فيها عينا سالومي على خوليو أغرمت به وشعرت بأنه فارس أحلامها، لكن الحياة علمتها بأن الأحلام لا تتحقق دوما. وإيمانا منها بأنها بعيدة كل البعد عن مستوى خوليو الاجتماعي، فقد فضلت أن تسرق من عمر الزمن لحظات تجمعها بمن تحب، رغم اقتناعها بأن حبهما مرفوض منذ البداية.
تواصل سالومي عملها بالملهى الليلي إلى حين اكتشاف حملها فتقرر لوكريسيا أن تمنحها قدرا كبيرا من المال لتبدأ حياة جديدة مقابل التنازل عن طفلها وأمام كل الإغراءات بحياة الرغد التي لا تستطيع أن توفرها لنفسها، لأن علاقتها مع خوليو تسير نحو باب مسدود، فإنها تقبل هذا العرض، لكن بمجرد ما وضعت مولودها وضمته بين ذراعيها أيقنت أن قلب الأم لن يجعلها تفرط في فلذة كبدها، فتقرر الهرب بعيدا، لكن وبعد سنوات يعود شبح لوكريسيا ليخيم بضلاله من جديد، وتشاء الصدف أن تلتقي سالومي بخوليو، فينبعث في أعماقها من جديد ذلك الحب الذي ظنت أنه مات وإلى الأبد.